أسفرت الاكتشافات الأخيرة من قبل مشروع نصب وهضبة الدير (AMPP)، الذي تديره جامعة بريغهام يونغ بالتعاون مع دائرة الآثار العامة ومحمية البترا الأثرية ، عن اكتشافات مهمة جددت فهمنا للمنطقة. تشمل هذه الاكتشافات منطقة مدخل ساحة مجمع الدير من الجهة الشمالية الغربية، والخزانات المائية الشرقية، والبركة الدائرية الضخمة التي قطرها 60 مترًا. هذه المنشأة المائية التي تضم، سدًا ضخمًا وجدران منحوتة في الصخر ومدخل منحدر، والتي استخدمت في السابق أيضاً محجرا نبطياً، قد حمت معلم الدير من الفيضانات المدمرة التي تأتي من السفوح الغربية للهضبة.
يعتبر الدير ثاني أكثر المواقع التي يرتادها الزوار في منطقة محمية البترا الأثرية. وهو يقع إلى الشمال الغربي من مركز مدينة البترا، وله ساحة امامية مستوية محفورة في الصخر، ربما لاستيعاب الحشود الكبيرة أثناء الأنشطة الدينية. وفي الزمان القديم، قام الأنباط بإحاطّة هذا النصب بأنظمة متقدمة لجمع المياه، مما يبرز معرفتهم الرائعة بالتضاريس المحلية للسيطرة على موارد المياه الموسمية الساقطة بشكل مستدام.
استخدمت البركة الدائرية الضخمة في منطقة الدير للاستفادة من شيئين اساسيين: كمحجر لمواد البناء، وكحوض لتجميع المياه بهدف حماية معلم الدير القريب. وتبرز هذه الاكتشاف المهارات الهندسية المتقدمة عند الأنباط في إدارة المياه في بيئة صحراوية. كما تسهم جهود مشروع نصب وهضبة الدير في استعادة وتوثيق هذه المعالم في إثراء فهمنا للتراث الأثري في البترا بشكل كبير، إلى جانب استكشافهم لمواقع نبطية أساسية أخرى.