كشفت الحفريات الأثرية التي أجراها مشروع أم البيارة الدولي (IUBP) بين عامي 2010 و2014 أن الأنباط أقاموا مجموعة من الأبنية على الحافة الشرقية لجبل أم البيارة في حوالي القرن الأول قبل الميلاد ، لتحتل المواقع الأبرز على الجبل. ومنحت هذه المباني إطلالة رائعة على مدينة البترا بأكملها وكانت مرئية من مركز المدينة وما بعده. أظهرت الحفريات الأثرية أيضًا أن المباني قد أعيد استخدامها خلال الفترتين الرومانية والرومانية المتأخرة، حتى تم تدميرها نهائيًا بسبب زلزال عام 363 ميلادي.
ويعتقد أن أبرز هذه الأبنية هو قصر ملكي، له أرضيات من الحجر الجيري وجدران مزخرفة بالرخام، مما يشير إلى أنه كان لخدمة فئة النخبة من الأنباط، وعلى الأرجح الملوك. يشمل القصر عدة غرف فاخرة، إحداها مزودة بنظام تدفئة أرضية مُمدد في الجدران. كما كان يتم تزويد المبنى بالماء بواسطة قناة صغيرة تغذي حوضًا على الجانب الجنوبي. وتُظهر هذه المرافق، بالإضافة لوجود حمامات الاستحمام والمراحيض المكانة العالية لسكان هذه الأبنية. وكان للملك إطلالة بانورامية على مدينة البترا من هذا المكان المرتفع ذو الأهمية الدينية. أما بقية سطح الجبل فلم تكن مشغولة باستثناء بعض المنشآت الموجودة على الجانب الغربي منه، والتي ربما كانت تمثل أبراج مراقبة.